نشرت صحيفة ديلي تلغراف بحثا جديدا يرى أن الحرمان من النوم يمكن أن يقود فعلا إلى الجنون.
وأشارت
إلى بحث جديد لعلماء أميركيين يرى أن مجموعة كاملة من المشاكل النفسية،
تشمل الاكتئاب والتوتر عقب المرض واضطراب نقص الانتباه يمكن أن تحدث بسبب
مشاكل النوم.
وكشف بحث آخر أجري على مرضى يعانون من البُهر (انقطاع النفس أثناء النوم) أن الحالة ضاعفت فرص المعاناة من الاكتئاب.
وأضافت
الدراسة أن المركز العاطفي للمخ، المعروف باسم اللوزة، كان أنشط بنسبة 60%
في الأشخاص المحرومين من النوم، حيث تعطلت العلاقة بين اللوزة والفص
الجبهي للمخ. وبما أن الفص الجبهي هو الذي يكبح المركز العاطفي للمخ، فإن
هذا يوضح أن الحرمان من النوم يسرع النشاط ويفقد الإنسان السيطرة على
عواطفه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تأكيد فريق البحث الأميركي
على أهمية النوم، فإن خبيرا بريطانيا في نفس المجال هو البروفيسور جيم
هورن، أعرب عن عدم اقتناعه الكامل بهذه النظريات.
وقال "إن علاج
الأرق ببساطة لن يشفي الاضطراب النفسي. فهل ستشفي حبة منومة المرض العقلي؟
الإجابة بالطبع: لا. فالمرض العقلي يعود إلى عوامل نفسية ووراثية، والأرق
مجرد عارض".
ويعتقد هورن أن كثيرا من الأدلة المستشهد بها يمكن
تفسيرها بطريقة أخرى: "على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من البُهر
قد يكونون أكثر احتمالا للإصابة بالاكتئاب، لكن هذا لا يعني أن البُهر هو
السبب. فكثير من هؤلاء من المحتمل أيضا أن يكونوا سمانا وهذا له علاقة
بالاكتئاب".
وينصح هورن الذين يعانون من الأرق بألا يقلقوا من احتمال الإصابة بالجنون، بل يركزوا على التغلب على المشكلة.
وقال:
"الأرق ليس في الحقيقة اضطراب النوم، لكنه اضطراب اليقظة المتداخلة مع
النوم. وأصحاب هذه الحالة بحاجة إلى متخصص لمساعدتهم في التعامل مع مشاكل
الاستيقاظ، فمعظم الناس يعرفون في قرارة أنفسهم ماهية هذه المشاكل".
وأضاف
أن "الذين يعانون من الأرق يبالغون في القلق على صحتهم وأنا متأكد تماما
أن بعضهم سيقلق من أنهم سيصابون بالاكتئاب. لكنك لا تصير مريضا عقليا بسبب
قلة النوم. فالخطر الأكبر على هؤلاء هو شعورهم بالنعاس أثناء النهار
والخوف من الإصابة في حادث أثناء عبور الطريق أو قيادة سيارة. وهنا يكمن
الخطر الحقيقي