حتى الأرحام يتم تأجيرها!
أصبح تأجير الرحم صرعة تقدمها الهند للعالم. فقد أخذت النساء الفقيرات في الهند يعرضن أرحامهن لحمل أطفال يتخلين عنهم لمن يقدر على دفع الثمن. وقد كان الحمل بطفل والتخلي عنه بعد مولده لامرأة أخرى قاصراً على نساء يرغبن في تقديم العون لقريباتهن غير القادرات على الإنجاب لأسباب صحية. وتقول كاملا سيلفاراج، اختصاصية التوليد الشهيرة، إن هذه العملية أصبحت مهنة معروفة في الهند، مع تزايد أعداد النساء الراغبات في الحمل بأجر.
وكانت الهند منذ فترة تقدم للأجانب خدمة التخصيب بواسطة الأنابيب بأسعار أرخص من الأسعار السائدة في الدول الغربية. ويحدث التأجير عندما تكون الأم الحقيقية غير قادرة على الحمل، كما تقدم الأم المستأجرة البويضات عندما تكون الأم الراغبة في الإنجاب غير قادرة على إنتاج البويضات بنفسها.
وبالإضافة إلى رخص التخصيب بالأنابيب في الهند، تقدم الهند أمهات بالوكالة للأسر الراغبة في الإنجاب بأسعار زهيدة مقارنة بالأسعار التي يدفعونها في أمريكا وأوروبا.
وتقول هارلين أهلواليا، المتخصصة في إرشاد النساء، ان حالات الإيجار قد تضاعفت تقريباً خلال الثلاث السنوات الأخيرة. وتقول إن الأجانب اكتشفوا سهولة الإجراءات القانونية في الهند، وأقل تكلفة بعكس ما يحدث في الغرب، حيث يترتب على أي تعقيد دفع مبالغ طائلة.
ومع أن تأجير الأرحام شائع في مناطق عديدة من الهند، إلا أن مقاطعة أناند في ولاية غوجارات الغربية الأكثر ممارسة لهذه العملية حيث يوجد أكثر من 50امرأة فقيرة في الوقت الراهن، في أحشائهن أطفال لأسر أجنبية وغير مقيمة في الهند.
وفي الوقت الذي تدفع فيه الأسرة في الغرب عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية للمرأة التي تؤجر رحمها والوكالات العاملة في هذا النشاط، فإن العملية في الهند لا تكلف أكثر من 2.500جنيه استرليني بالإضافة الى التكاليف الطبية المترتبة على الحمل. وتقر الدكتورة ناينا باتيل، من مركز أكانكشا للخصوبة، في مدينة أناند، وهي من أكبر المدافعين عن تأجير الرحم، بأنها خدمة إيجابية. وتقول: "العقم مشكلة عالمية ونحن نقدم الحل الشامل لهذه المشكلة".
وفي رد على القول بأن الهنديات الفقيرات يتعرضن للاستغلال، تصر باتيل على أن هؤلاء النسوة يجدن الرعاية الكاملة من الأسر التي تستأجر أرحامهن، فهن يقمن في مساكن مريحة ويتلقين رعاية صحية جيدة لضمان إنجاب أطفال أصحاء لعملائهن. إلا أن الدكتور موهانلال سوار انكار، رئيس معهد المهاتما غاندي للعلوم الطبية في مدينة جايبور يختلف مع هذا الرأي. وهو يعارض هذه الممارسة بالكامل ويطالب بمنع ما يسميه "بالمتاجرة بالأرحام والأطفال". ويضيف قائلاً: "إن تأجير الأرحام يؤثر على كل النسيج الأخلاقي للمجتمع ويقود إلى مشاكل نفسية وأخلاقية معقدة