ما يحدث الان للعالم الاسلامي لم يحدث من قبل . فهذا الهوان و الذل غير مسبوق . فمنذ ظهور الاسلام و اقامة الدولة الاسلامية و نحن في صراع و حروب مع الغرب و كانت الغلبة للمسلمين دائما . و الغرب منذ اقامة الخلافة يعادي الاسلام و لم يحدث أن كانوا حمائم سلام .و الفارق بين الأمس و اليوم ليس أن الصليبيين يكشرون عن أنيابهم ، فدائما هم كذلك و لم يتغيروا أبدا ، و انما الجديد أن الاسلام الان ليس له دولة تحميه . بل إن الذين يحكمون المسلمين يحاربون الاسلام في معظمهم ، وو لائهم للعدو و ليس لبلادهم حتي بالمفهوم الوطني .. أكثر من مليار و 200 مليون مسلم ، أفراد و جماعات كل في جزر معزولة ، و غابت الدولة التي تجاهد الاعداء . قالعالم الاسلامي من جاكرتا الي نواكشوط تحول الي وليمة ، ينهشها الذئاب و الكلاب و الفئران أيضا ، و لا يوجد من يدافع عن الأمة إلا قليل من الشباب المسلم المجاهد مطاردين في الفيافي و االجبال و الحصار المفروض عليهم – سواء في فلسطين و غيرها - من حكام العرب و المسلمين قبل أن يكون من أمريكا و تحالفها.
المشكلة أن حكامنا غيبوا الاسلام كمصدر للشرعية و كدين و كموحد للشعوب و كباعث للروح الجهادية ضد ما نتعرض له من أخطار . و اعتبر بعضهم أن الايمان بالله و الاعتصام بالاسلام هو الخطر و ليس التبعية لأمريكا و اسرائيل .
و إن اردنا أن نعرف حقيقة الموقف علينا أن ننظر الي علاقة كل حاكم بالاسلام . ننظر وضع الاسلام كدين و كشعائر و كحياة في كل دولة .
علينا ان ننظر من العزيز في الدولة ؟ عبدة الشيطان و الشواذ أم عبادالرحمن ؟
علينا أن ننظر الي السجون من بها ؟ من يعبدون الله ام المفسدين و تجار المخدرات و الفسقة و المجرمين ؟
و لننظر الي الاعلام هل يشيع الفواحش و يناصر الأعداء أم يدعو الي الفضيلة و يحرض الأمة علي الصمود .
بالتأكيد ما نحن فيه الان يرجع الي الافساد الذي تم في بلادنا من القمة حتي القاع .
ما يحدث اليوم يشبه حال المنطقة قبل الاسلام . مجموعات من البدو رعاة الغنم لا قيمة لهم في دنيا الناس و لا وزن لهم بين الأمم. و لم يكن لهم ذكر في التاريخ إلا بعد أن جاءهم الاسلام فأخرجهم من الظلمات الي النور و جعلهم سادة العالم و دحروا الفرس و الروم اقوي دول الأرض في ذلك الوقت . و أثاروا اندهاش الدنيا إذ استطاعوا حكم معظم الأرض خلال فترة وجيزة .
و منذ تخلينا عن الاسلام و بارز حكامنا الله تعالي و لم يعبدوه ، و أشركوا معه ألهة أخري ضاعوا و ضيعوا بلادنا و لم يحافظوا علي الأمانة التي من أجلها أقيمت الدول و هي حماية الأرض و الشعب و العقيدة .
و لن يصلح هذا الانهيار و الهوان إلا ما أصلح الأمة من قبل و هو العودة الي الاسلام، و الايمان بالله وحدة و الكفر بكل طواغيت الأرض و اعادة الاعتبار الي الدين و عبادة الله الواحد.
و حتي لا نكون مبالغين لا نريد من حكام المسلمين أن يعلنوا الحرب علي أمريكا و إن كان هذا هو الفرض . لا نريدهم أن يحاربوا القوات الغازية رغم أن هذا واجب عليهم .. و لا نطالبهم حتي باعلان الحرب علي اسرائيل رغم أن هذا أضعف الايمان . نريدهم فقط أن يوقفوا حربهم علي الاسلام و انصار الاسلام . نريدهم فقط أن يسرحوا الجيوش التي سلحتها أمريكا لحرب الاسلام تحت الشعار الملعون الذي أصبح عقيدة حكامنا الجديدة المسمي " مكافحة الارهاب" . نطالبهم بوقف مطاردة الشباب المسلم و تسليمه لأمريكا . نريدهم ان يفتحوا سجونهم لاخراج عباد الرحمن من المعتقلات الظالمة . نريدهم ان يرفعوا حصارهم عن بيوت الله و عن الدعاة . نريدهم أن يوقفوا التعاون الأمني مع أوكار الشيطان في أمريكا و من ورائها اسرائيل ، نريدهم أن يخافوا الله و يخشونه و كفاهم الركوع لأمريكا و حاكمها الذي كاد يموت بقطعة بسكويت حشرت في جوفه فسقط علي وجهه أمام الدنيا كلها ..
هؤلاء الحكام الذين صدعونا بضرورة تحسين صورة الاسلام أمام الغرب نرجوهم أن يحسنوا هم صورتهم امامنا فنحن شعوبهم الأولي بالرضا و ليس الادارة الأمريكية و ليس شعب اسرائيل كما يلهث لذلك البعض .
و بدلا من أن يرسلوا الوفود للبيت الأبيض لنيل رضا بوش و عصابته مصاصي الدماء فليذهبوا و لو مرة واحدة الي البيت الحرام يستغيثون بالله القهار الجبار و يتوبوا اليه .
للاسف هم الذين شوهوا صورة الاسلام و جعلوا هذا الدين غريبا في أرضه حتي أصبحت بلاد الغرب مليئة باللاجئين الفارين بدينهم من هؤلاء الطغاة . و ياليت حكامنا سكتوا بل لا زالوا يطاردونهم يريدون تسليمهم لاعدامهم ! حتي أصبحنا نري مشهدا عجيبا .. نري من يحاربنا هو الذي يرفع شعار تحريرنا !
أمام العدو حكامنا نعام و حمام و لا يعرفون غير السلام بينما يتعالي بعضهم علي بعض و يسب بعضهم بعضا ، و علي شعوبهم نار و غضب و طغيان و حرب ضروس .
و لكن هؤلاء الحكام لو رأوا من شعوبهم من ينكر عليهم لما ساروا في هذا الطريق . و فساد االشعوب يأتي من فساد العلماء و الدعاة .فهم ملح البلاد، فلا فلاح اذا ما الملح فسد .
طالما أن الذين يحملون كلمة الله خانوا و سكتوا عن الحق فمن يوجه الحكام .
و طالما أن الذين يحملون كلمة الحق جبنوا فمن يتقدم الصفوف .
و نحن كشعوب نطالب بفتح باب الجهاد بالكلام بينما نخشي أن نخرج في مسيرة سلمية خشية الاعتقال و يخاف العلماء من قول الحق ، و بعضهم يقول بالباطل !
ندعي اننا في سبيل الله قمنا و منا من يدعو لأن ندخر أنفسنا !
نتحدث عن أن الموت في سبيل الله أسمي أمانينا بينما رغد العيش و النوم هو حالنا
لم نصدق مع الله رغم ما نرفعه من شعارات فلم يعد لنا عند الله كرامة . ولم يعد لنا عند الله قيمة . و تركنا ربنا لكلاب الأرض تفعل بنا الأفاعيل ،و سلط علينا بأعمالنا حكاما يسوموننا سوء العذاب و يبارزون الله بالعصيان علانية .
حال الأمة لن يتغير بهؤلاء الحكام إلا إن تابوا لأن الله لن يجلب النصر لمن حاربوه و حاربوا دينه .
و حال الأمة لن يتغير بهذه الشعوب الراكنة الي الدنيا لأن النصر يحتاج الي تضحية بالمال و النفس .
و لا يكفي أن ندعو الله بالنصر . فالنصر لا يأتي إلا لمن يستحقوه و نحن للأسف لا نستحق .
ان صلح الحكام بينما الشعوب علي فسادها فلن تنتصر . و ان صلحت الشعوب بينما حكامها فسدة فلن ننتصر .لابد أن ينصلح الاثنان وعندها يأتي النصر .
ولن تنجو الأمة إلا بالرجوع الي الله حكاما و محكومين ، و اتخاذ ذات الأسباب التي انتصر بها اجدادنا علي الصليبيين .
لن تنكسر الحرب ضد أمتنا لخلاف في الخندق المعادي . فالتناقض الدولي قد يساعد في اضعاف العدو مؤقتا لكن لا يوقفه ، و ان لم نستغل التصدع الدولي بقوتنا الذاتية فليس هناك فكاك من الغرق في أنهار دمائنا.
باختصار
العودة الي الله و الاعتصام بالاسلام هو السبيل الوحيد لوقف العدوان
الله الله أو الدمار
العودة الي الله و إلا سيدفع حكامنا الجزية.