ستار أكاديمي .. عار على جبين الإعلام
مفكرة الإسلام : تعيش الأسرة المسلمة هذه الأيام مأساة جديدة تسمى 'ستار أكاديمي' المأساة عبارة عن برنامج تلفزيوني يضم شبابًا وفتيات لا تربطهم أي صلة لكنهم التقوا في مكان واحد 'أكاديمية النجوم' حيث يعيشون معًا لفترة ثلاثة أشهر متواصلة دون أي ضوابط تحكم علاقتهم، الأمر الأكثر إثارة من كل ذلك هو نقل مشاهد حياة هؤلاء الشباب والفتيات لحظة بلحظة عبر 65 كاميرا موزعة في كل مكان حيث يعيشون لدرجة أن الكاميرا لا تفارقهم في صحوهم أو نومهم، بل بلغ الأمر حد وضع كاميرا تنصت في الحمامات حتى يسمع المشاهدون أصوات ما يحدث في دورات المياه.
في هذا البرنامج يلتقي الشاب والفتاة ويتعانقان ويدخل الشاب غرف الفتيات وهن نيام، وكذلك تفعل الفتيات العكس تمامًا.
سلوكيات شاذة وغريبة لا علاقة لها بأي دين أو عرف أو تقليد، أفكار غريبة جاءت لغزو البيت المسلم وتدمر القيم الحميدة التي يغرسها الدين الإسلامي في نفوس أبنائه وعليها يتربون.
فكرة برنامج ستار أكاديمي
تقوم فكرة ستار أكاديمي على وضع مجموعة من الشباب والبنات في بيت يفترض أنه مدرسة لتعليم الفن، بكل أنواعه مثل الغناء والتمثيل .. ويتم تقييمهم أسبوعيًا واستبعاد آخرهم، وعلى هذا الأساس ينقصون كل أسبوع حتى لا يبقى إلا الفائز.
وبدأت فكرة البرنامج عام 1998 في هولندا عندما تبنتها شركة إنديمال 'Endemal' وتطلبت الفكرة سنة ونصفًا حتى تم تنفيذها نهائيًا، وعرضت لأول مرة في 1999 بعدها اشتركت إنديمال مع شركتين للإنتاج، وتم اقتراح فكرة وجود مواهب فنية حيث انطلقت فكرة 'ستار أكاديمي'.
وتقول مديرة البرنامج إن هناك 65 كاميرا تراقب الشباب حتى في الحمام، فهناك صوت لكن دون صورة، وتعلل ذلك قائلة: 'إنه يمكن أن تصيبه سوء وهو في الحمام فيستطيع الاستنجاد!!'.
وأكثر من ذلك فقد 'أباح المنتج القبلات والأحضان بين المتسابقين في برنامج ستار أكاديمي. مجموعة من الشباب والفتيات يعيشون في فيلا يتسامرون فيها ويغنون ويرقصون ثم ينامون'!، ولا مانع من أن يقتحم أحدهم غرفة زميلته ويجلس معها ويسامرها. ولا مانع أيضًا من أن يقبل أحدهم زميلته ويحتضنها، أو تقبله هي وتحتضنه، ملابس شبه عارية وسلوكيات أكثر عريًا وحتى يضفي المنتج على برنامجه بعض الجدية يستضيف كل أسبوع مطربًا يقضي ساعات في نفس الفيلا، ويغني مع الشباب ويقبل الفتيات أيضًا.
شرخ كبير
وقد انقسم المجتمع العربي إزاء هذه الظاهر الخبيثة التي نجحت في استقطاب فئة غير قليلة من الشباب، فيما يحاول الآباء وولاة الأمور والعلماء تدارك الموقف بالتنبيه لمخاطر هذه الأعمال الفاسدة، وفي ما يلي رصد لأثر الظاهرة على المجتمع من خلال لقاءات مع بعض الشباب، وآراء المتخصصين في الإعلام وأخيرًا الحكم الشرعي في مثل هذه الظواهر ومن يقف وراءها.
آراء الشباب
سخافة في سخافة
الشاب 'فهد المطلق' يعتبر هذا البرنامج سخيفًا، فيقول عنه: 'في نظري البرنامج فاشل وسخافة في سخافة'.
كما يبين حال الشباب مع البرنامج يقول: 'مع أني أرى أنه سخيف ولا يجذبني في شيء، لا أدخل على أصدقائي إلا وأجدهم يتابعون 'ستار أكاديمي' وبكل حماس وكأنهم يتابعون مباراة في كرة القدم كل شخص يتحمس لمن يشجعه ويرشحه .. ويتمنى أن لا يخرج من يرشحه من البرنامج ..' ويرى فهد أن النتيجة من هذا البرنامج استحداث مغني فيقول: 'النتيجة النهائية لهذا البرنامج فقط هي استخراج مغني أو مغنية وإعطاؤه 'شهرة' من بداية مشواره الفني والغنائي'.
شباب لا يربطهم سوى الفساد
الشاب 'فايز خلف' عرف لنا هذا البرنامج بقوله: 'برنامج يعرض على قناة خاصة طوال اليوم يظهر لنا بنات مع شباب لا يربطهم أي شيء سوى الفساد، يعبثون مع بعض خلال يومهم لا يستحون من شيء أبدًا، ويسمي المكان الذي هم فيه 'أكاديمية' وهو أبعد ما يكون عن الأكاديمية والتعليم ولا يمت لهما بصلة أبدًا ..' ثم تساءل بحرقة بقولة: 'أتمنى أن أعلم ما الفائدة من عرض تفاصيل حياتهم اليومية علينا؟ .. أرى الكثير من الطلاب في المدرسة لا يتحدثون إلا عن البرنامج، ينقلون تصرفات من فيه ويرشحون من يرغبون' ولم يجد فايز من يجيبه من زملائه .. يقول: 'ولم أجد جوابًا لدى أي طالب عن الهدف من هذا البرنامج وما نهايته؟ فأنا لا أعلم النتيجة منه ومن المستفيد منه هل المشاهدون له أم القائمون عليه أم المشاركون فيه..؟'.
كل نفر استراحة يهب ستار
'هارون' يعرف كل المشاركين في ستار أكاديمي ويروي لي بعض الأحداث التي وقعت في ذلك البرنامج بدقة، و'هارون' هذا بنجلاديش يعمل في استراحة خاصة بمجموعة شباب، وحين سألته عن السبب الرئيس في متابعة هذا البرنامج ومعرفة المشاركين فيه؟ أجاب: إن تلفزيون الاستراحة التي يعمل بها لا يتغير عن قناة ستار أكاديمي، كما أن كل شباب الاستراحة يتابعون هذا البرنامج ولا يملون منه .. ويصرح هارون بحال الشباب مع هذا البرنامج بقوله: 'كل نفر استراحة يهب ستار'، هكذا يحكي لنا شخص خارج نطاق الشباب ـ لكنه أقرب ما يكون لهم ـ حال الشباب تحت ظلال ستار أكاديمي.
فتوى كويتية تحرم ستار أكاديمي
أصدر عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت فتوى حرم بموجبها مشاهدة برنامج ستار أكاديمي.
وقال الدكتور محمد الطبطبائي، إن مشاهدة برنامج 'ستار أكاديمي' الذي تعرضه قناة 'إل. بي .سي' اللبنانية يعتبر 'حرامًا'، مشددًا أيضًا على حرمة 'المشاركة فيه سواء بالاتصال الهاتفي أو بإرسال الرسائل الخلوية'.
وأضاف الدكتور الطبطبائي في فتواه التي نشرتها الصحف الكويتية، أنه 'يحرم متابعة هذا البرنامج أو دعمه وعلى ولي أمر كل أسرة أن يمنع أهله من مشاهدة هذا البرنامج، وحذر مما وصفه بـ'خطورة هذا البرنامج وأمثاله من البرامج' معتبرًا أن ذلك 'أحد أسباب انسلاخ المجتمعات عن قيمها الإسلامية الحميدة'.
ودعا الطبطبائي الجماهير في الدول العربية وغير العربية إلى 'مقاطعة هذا البرنامج وأمثاله لما يتضمنه من ابتذال وإسفاف ومعاص وانحراف'.
خطورة الظاهرة
لكي نوضح خطورة هذه الظاهرة على الشباب المسلم في كل مكان، نورد إحصائية متداولة توضح أن مثل هذه البرامج تسلب الشباب وعيهم وتجعلهم منقادين بأغلال وسلاسل من الشهوات والغرائز. وتقول تلك الإحصائية إن عدد الذين صوتوا لبرنامج ستار أكاديمي وهي منقولة من موقع 'سعودي تيليكوم' و'إيجيبت تيلي كوم'، و'ليبان كول' وشركة 'الوطنية للاتصالات' بالكويت وغيرها ... والإحصائية كالآتي:
ـ المملكة العربية السعودية: أربعة ملايين متصل.
ـ مصر: 23 مليونًا ومائة وخمسة وسبعون ألف اتصال.
ـ لبنان: 18 مليونًا وخمسة وستون وثلاثون ألف اتصال.
ـ دولة الكويت: 300 ألف اتصال.
ـ الإمارات: مليون ومائتان وواحد وعشرون ألف اتصال.
ـ اليمن: سبعة آلاف اتصال.
ـ سورية: 16 مليونًا وتسعمائة ألف وثلاثة وثلاثون اتصالاً.
ـ الأردن: 8 ملايين وثمانية وسبعون ألف اتصال.
والآن إذا جمعت عدد الاتصالات فسيكون مجمل الاتصالات أكثر من سبعين مليون اتصال..!
بينما وصل عدد المصوتين من جميع البلدان العربية في مجلس الأمن والأمم المتحدة على وثيقة الاعتراض على الحرب على أفغانستان المسلمة آنذاك إلى ثلاثة ملايين صوت ..! وبذلك يكون أكثر من سبعين مليون صوت اتصال لـ'ستار أكاديمي' من المسلمين والعرب لتشجيع وترشيح المائعين من الشباب والمتبرجات والضائعات من البنات يطلبون فيها الفوز لمن أغرموا بهم وعشقوهم في 'ستار أكاديمي' مقابل ثلاثة ملايين اتصال فقط يطالبون بعدم سحق المسلمين بأفغانستان ..! هذه هي الحال التي وصلنا إليها ويراد لنا جميعًا أن نصل لهذا المستوى عبر خطة خبيثة حقيرة ساقطة.
المليفي وستار أكاديمي
يصف الكاتب محمد يوسف المليفي صحيفة السياسة الكويتية هذا العمل بأنه أباح كل أشكال الفجور ومقدمات: الزنا ونهاياته فيقول: 'قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”30”وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ} [النور:30ـ31] فالله سبحانه وتعالى يتكلم عن غض البصر بين الناس ويؤكد على أهميته في الإسلام، فما بالك بمن يجمع ما بين الذكور والإناث وهم في قمة التبرج والسفور، فقد تعدى مجرد النظر وأباح لهم كل أشكال الفجور ومقدمات الزنا ونهاياته .. من الضم والتقبيل والرقص الجماعي والنوم معًا على أريكة واحدة أمام الناس فماذا بقي من الزنا؟ .. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: 'العين تزني وزناها النظر..' فكيف بما جاء بعد النظر'.
تخنيث الشباب
وعلق الكاتب المليفي على هذا البرنامج بأن هدفه هو تخنيث الشباب وإفساد الفتيات، فمثل هذه البرامج تجعل الشباب يألف المنكر وشيئًا فشيئًا يعتادون على الحرام ويعايشونه لحظة بلحظة ودقة بدقة حتى يعتادوا على أن يعيشوا مثل ما يعيش هؤلاء في الماخور الكبير ستار أكاديمي.
والمحصلة هي تخنيث شباب الإسلام فلا حمية له على أخته أو أهله أو عرضه.
أما الفتاة فتتعلم أصول الفجور وبالمجان وهكذا تمحى كل فضيلة في المجتمع
منقووووووووووووووووول