وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مفاوضات الفصائل في القاهرة بأنها صعبة تحتاج إلى جهد ونوايا حسنة للوصول إلى المصالحة الفلسطينية.
وأعرب عباس أثناء وضع حجر الأساس لضريح الشاعر الراحل محمود درويش عن أمله بأن ينجح المتفاوضون في حوار القاهرة، مشددا على ضرورة عدم الحديث عن فشل أو عقبات.
وجاء كلام عباس في وقت تواصل فيه لجان الحوار الفلسطيني الخمس في يومها الرابع عقد جلساتها بالقاهرة، وسط عقبات رئيسية في القضايا الجوهرية تعيق التوصل إلى اتفاق بين الفصائل.
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة الأنباء الألمانية إنه يصعب الحديث عن تحقيق انفراجة رغم الأجواء الإيجابية التي يحرص المتحاورون على إشاعتها.
وتوقع عضو وفد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) للحوار نبيل شعث أن يؤدي تدخل القيادة المصرية اليوم إلى تجاوز بعض العقبات التي ما زالت تعترض الوصول إلى الاتفاق.
ويصطدم الحوار بشكل أساسي بعقدتي الحكومة والانتخابات، دون أن يعني ذلك وجود تقدم في الملفات الأخرى وهي الأمن والمصالحة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واعتبر شعث أن الحوار يمر بلحظة حرجة ويواجه صعوبات جدية في قضايا رئيسية مثل موقف حكومة التوافق وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. وأضاف "رغم هذه الصعوبات فإننا برعاية الإخوة المصريين نبذل ما
بوسعنا من جهد لتجاوزها والوصول إلى اتفاق حولها، وفي ذهننا أن الفشل
ممنوع لأن ثمنه سيكون باهظا جدا على قضيتنا ومستقبل شعبنا".
وأشارت مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن الخلاف ما زال قائما بشأن برنامج الحكومة وشروط اللجنة الرباعية الدولية، والموقف من الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى مسألة تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية.
مصادر حماس تحدثت عن احتمال عودة
الوفود للتشاور مع مرجعياتها (الجزيرة)
العودة إلى المرجعيات
وتحدثت المصادر عن احتمال عودة الوفود المشاركة في الحوار للتشاور مع مرجعياتها بشأن نقاط الخلاف.
من جانبه أكد الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم أن حركته ليست الفصيل الوحيد الذي يرفض التزامات منظمة التحرير، وقال إن حركة فتح سبق أن وافقت على برنامج حكومة الوحدة الوطنية في اتفاق مكة، داعيا إلى اعتباره أرضية للنقاش حول برنامج الحكومة.
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر في تصريح للجزيرة أن القيمة الحقيقية للحوارات الجارية أن الفصائل تمكنت بوضوح من تحديد نقاط الخلاف ونقاط الاتفاق.
ميثاق شرف
ورغم هذه العقبات قال ممثل الشخصيات المستقلة في لجنة المصالحة الفلسطينية ياسر الوادية اليوم الجمعة إن الفصائل اتفقت على إنجاز ميثاق شرف يشدد على رفض الاقتتال وعدم الاحتكام إلى السلاح في أي خلافات.
وأوضح الوادية في بيان صحفي أن عمل اللجان يسير بشكل جيد نحو المصالحة والوفاق، مشيرا إلى أن لجنة المصالحة قطعت شوطا كبيرا في عملها وحققت إنجازات توافق الجميع عليها.
وفي السياق قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي سمير غوشة إن لجنة المصالحة أنجزت بعض القضايا التي كانت تناقشها بما في ذلك ميثاق الشرف الذي سيصدر عن الفصائل.
بدوره أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن عقبات ظهرت أثناء اجتماعات اللجان، دفعت مصر لتمديد الحوار حتى يوم السبت القادم.
وأوضح أن لجنة التوجيه العليا عقدت اجتماعا لتذليل هذه العقبات، خصوصا
تلك التي تواجه عمل لجنتي الحكومة والانتخابات، مشيرا إلى وجود ضغط
مصري في اتجاه الخروج باتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني.
وفيما يتعلق بلجنة الانتخابات أكد مزهر أن حماس تعترض على إقرار قانون التمثيل النسبي الكامل وعلى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.